#التفتيش_التربوي_بين_الغاية #والمقاصد
يُعدّ التفتيش التربوي وظيفة محورية في المنظومة التعليمية، لأنه يحافظ على جودة التعلم ويوجّه العمل التربوي نحو تحقيق أهدافه الكبرى. غير أنّ التفريق بين الغاية والمقاصد في التفتيش ضروري لفهم دوره الحقيقي ورفع اللبس عن تصوراته.
#أولًا: الغاية من التفتيش التربوي
الغاية هي الهدف الأكبر الذي وُجد التفتيش لأجله، وهي تمثل البعد الاستراتيجي للعمل الإشرافي.
وتتمثل غاية التفتيش في:
1. تحسين جودة التعليم ورفع مردود العملية التربوية.
2. ضمان سير المنهاج وفق رؤية موحدة تراعي التدرّج العلمي.
3. ترقية الأداء المهني للمعلمين عبر التوجيه والإرشاد.
4. تحقيق مصلحة المتعلم بوصفه محور العملية التربوية.
إذن، غايته ليست المحاسبة أو العقوبة، بل جودة التعلّم وتنمية الكفاءات.
#ثانيًا: مقاصد التفتيش التربوي
المقاصد هي الأهداف التفصيلية العملية التي يسعى التفتيش لتحقيق الغاية الكبرى من خلالها.
ومن أهم مقاصده:
1. متابعة تنفيذ الدروس ومراقبة مدى التزامها بالكفاءة والوتيرة.
2. تحليل أداء المعلم وتشخيص نقاط القوة والضعف.
3. تقديم المرافقة البيداغوجية بما فيها النصائح، النماذج، والدعم الديداكتيكي.
4. تطوير الممارسات الصفية وفق بيداغوجيا نشيطة وفعّالة.
5. اقتراح دورات تدريبية أو أنشطة تعويضية لتحسين المستوى.
6. ضمان تقويم عادل ومنهجي لمكتسبات المتعلمين.
هذه المقاصد هي الوسائط العملية للوصول إلى الغاية الكبرى.
#ثالثًا: العلاقة بين الغاية والمقاصد
الغاية هي الرؤية الاستراتيجية.
المقاصد هي الوسائل التطبيقية العملية.
كل مقصد يساهم في تحقيق جزء من الغاية، فإذا اجتمعت المقاصد تحقّقت الغاية في الميدان.
أي انحراف في المقاصد (كالتركيز على العقاب بدل التوجيه) يؤدي إلى ضياع الغاية الأصلية.
#رابعًا: صورة التفتيش المطلوبة
لكي يكون التفتيش أداة تطوير لا أداة ترهيب، يجب أن يتصف بـ:
1. الطابع الإرشادي بدل الرقابي.
2. الحوار المهني الراقي مع المعلم لا محاكمته.
3. احترام خصوصيات القسم والمعلم.
4. تقديم تقارير بنّاءة لا تقارير تهدم المعنويات.
5. عمل تشاركي بين المفتش والمعلم والإدارة.
التفتيش التربوي بين الغاية والمقاصد هو عمل متكامل يقوم على رؤية سامية تهدف لتحسين جودة التعليم، وعلى مقاصد عملية تنفّذ هذه الرؤية على أرض الواقع. وكلما كان التفتيش إنسانيًا، إرشاديًا، علميًا، كلما أثمر معلمين أكفّاء ومتعلّمين أكثر نجاحًا
التعليقات