يواجه المعلمون أحيانًا نماذج من الطلاب الذين يبدو أن هدفهم الوحيد هو إثارة الفوضى داخل الصف. قد يضحك، يقاطع، يثير الضجيج، يشتت الآخرين، ويتعمد مخالفة التعليمات. ورغم أن هذا النوع من السلوك مرهق للمعلم، إلا أن التعامل الذكي معه يمكن أن يحول الطالب من مصدر إزعاج إلى عنصر إيجابي داخل البيئة الصفية.
الطالب لا يقرر فجأة أن يكون مشاغبًا بلا سبب. غالبًا يكون خلف السلوك أحد العوامل التالية:
البحث عن الاهتمام.
الملل من الدرس أو عدم فهمه.
محاولة إخفاء ضعف أكاديمي.
مشاكل أسرية أو نفسية.
رغبة في استعراض النفس أمام الزملاء.
فهم السبب مفتاح الحل.
أخطر خطأ يمكن أن يقع فيه المعلم هو التوتر أو فقدان السيطرة. المشاغب ينتظر هذه اللحظة ليشعر بالانتصار أو ليسلّي الآخرين.
تحكّم بالانفعال، وتحدث بنبرة هادئة، وثابتة، وواثقة. الهدوء يربك الطالب المشاغب أكثر من أي عقوبة.
مواجهة الطالب أمام الجميع تزيد من عناده. بدلاً من قول:
"أنت دائمًا تزعج الصف!"
يمكنك الانتقال إليه بهدوء والتحدث بصوت منخفض:
"أحتاج منك أن تتعاون معي الآن. هل نستطيع البدء من جديد؟"
التصحيح الفردي يقلل من رغبته في الاستعراض أمام الآخرين.
أحيانًا نظرة جادة وواثقة من المعلم تكفي لتنبيه الطالب دون توتر أو مقاطعة للدرس. هذا الأسلوب يحافظ على الهدوء ويُشعر الطالب بالمتابعة.
بعض الطلاب يملك طاقة عالية ولا يعرف كيف يوجهها.
أعطه دورًا مثل:
توزيع الأوراق.
قيادة مجموعة صغيرة.
الكتابة على السبورة.
ترتيب الأجهزة أو الوسائل.
عندما يشعر بالمسؤولية، تقلّ رغبته في المشاغبة.
الطالب المشاغب يختبر حدود المعلم. لذلك يجب أن تكون القواعد:
واضحة،
مختصرة،
معلنة للجميع،
مرتبطة بعواقب منطقية،
تُطبّق على كل الطلاب بلا تمييز.
هذا يعطي الطالب صورة واضحة عن النتائج ويقلل محاولات التحدي.
عندما يُظهر الطالب سلوكًا جيدًا—even لدقيقة واحدة—امدحه مباشرة:
"أعجبني تركيزك قبل قليل، استمر هكذا."
هذا يزيد احتمالية أن يعيد السلوك الجيد.
لا تجعل التواصل مع الأسرة مجرد شكوى.
اجعل الحديث يشمل:
وصف السلوك بدقة.
عرض محاولاتك للتعامل معه.
طلب دعم الأسرة.
الاتفاق على خطة مشتركة.
التعاون بين المدرسة والبيت يُسرّع التحسن.
بعض الطلاب لم يتعلّموا أساسيات التعامل داخل الصف.
دَعْه يرى نموذجًا للسلوك الصحيح:
كيف يرفع يده؟
كيف يستأذن؟
كيف يتحدث؟
كيف يشارك دون ضجيج؟
التعليم بالسلوك العملي أكثر تأثيرًا من المحاضرة.
إذا استمرت المشاغبة رغم كل المحاولات، يمكن استخدام:
بطاقات تعزيز،
سجل متابعة يومي،
نظام المكافآت التدريجي،
جلسات الإرشاد النفسي أو السلوكي،
إسناد مهام فردية لتعزيز الثقة.
التعامل مع الطالب المشاغب ليس حربًا، بل مهارة تربوية. خلف المشاغبة غالبًا طالبٌ يشعر بالملل، أو الضغط، أو الحاجة للانتباه. وعندما يتصرف المعلم بثبات، وهدوء، وذكاء، ويمنح الطالب دورًا إيجابيًا، فإن السلوك يهدأ تدريجيًا.
والمعلم الذي يكسب الطالب في اللحظة الصعبة، هو المعلم الذي يترك أثرًا لا يُنسى.
التعليقات