■كثيرون يظنون أن "التفكير
خارج الصندوق" يعني أفكاراً غريبة أو كسراً للتقاليد…لكن الحقيقة العلمية تقول: لا يمكن للعقل أن يخرج من الصندوق إذا لم يدرك أولاً حدود الصندوق نفسه.
■يقولُ الفيلسوف سقراط: عندما كنت صغيراً كنت لا أحب الإستيقاظ باكراً، وكانت أمي تكره هذا التصرف لأنها تريدني أن أصبح مهندساً..
فذهبت أمي معي إلى المعلمة وكانت قد اتفقت معها على أن تسرد لي قصة عن فوائد الإستيقاظ مبكراً..
- المعلمة: سوف أقص عليك قصة جميلة وتقول لي ماذا استفدت منها، حسناً..؟
- سقراط:
حسناً..
- المعلمة:
كان هناك عصفوران، أحدهما استيقظ باكراً وأكل من الحشرات وأطعم صغاره، والثاني إستيقظ متأخراً فلم يجد ما يأكل..!
- ماذا استفدت من القصة يا سقراط؟..
- سقراط:
إن الحشرات التي تستيقظ مبكراً تأكلها العصافير!
■ففي علم النفس المعرفي هناك ما يُسمى الإطار الذهني.كل واحد منا يعيش داخل "نظام افتراضات" عن كيف تسير الحياة، وكيف تُحل المشكلات.والمفارقة أن أغلب الناس يحاولون الإبداع وهم أسرى لهذه الافتراضات!
فالتفكير خارج الصندوق يبدأ بسؤال:
ما هي المسلّمات التي أتعامل معها وكأنها قوانين طبيعية، بينما هي في الأصل مجرد عادات أو تصوّرات اجتماعية؟
●●مثال عملي:
الشركات التي أحدثت ثورة في مجالاتها لم تأتِ بأفكار معقدة، بل كسرت افتراضاً واحداً كان الجميع يراه بديهياً.
"التاكسي لا بد أن تملكه الشركة" → أوبر كسرت هذه الفرضية.
"الكتب لا تُقرأ إلا ورقية" → كيندل كسرت هذه الفرضية.
إذن: التفكير خارج الصندوق ليس خيالاً بلا قيود، بل هو تفكيك للقيود الخفية، وتحويلها إلى فرص.
ولهذا، أنصحك أن تبدأ بكتابة قائمة:
ما هي الأشياء التي أعتبرها "حقائق" في مجالي؟
ماذا لو كانت مجرد "افتراضات" قابلة للكسر.
قد تكتشف أن الصندوق لم يكن مغلقاً من الأساس، بل كنتَ تجلس داخله باختيارك.
■■■الفرق بين المدير المبتكرالذي يفكر خارج الصنوق والمدير المنفذ فقط
●الفرق بين المدير الذي يفكر خارج الصندوق والمدير المنفذ فقط يظهر في طريقة التفكير وأسلوب العمل داخل المؤسسة التربوية .
■المدير المبتكر
هو الشخص الذي يبحث دائمًا عن حلول جديدة ويقترح أفكارًا غير تقليدية لتطوير الأداء أو حل المشكلات. يتميز بروح المبادرة، والقدرة على التفكير خارج الصندوق، ويعتبر إضافة نوعية لأي فريق لأنه يفتح آفاقًا جديدة للتطور والنمو.
■أما المدير المنفذ فقط
فهو الذي يركز على إنجاز المهام المطلوبة بدقة ووفقًا للتعليمات المحددة. قوته تكمن في الانضباط والالتزام بالخطط الموضوعة، مما يجعله عنصرًا أساسيًا لضمان سير العمل بسلاسة وانتظام.
■ الخلاصة:
المدير المبتكر يصنع التغيير ويقود التطوير، بينما المدير المنفذ يحافظ على الاستقرار ويضمن استمرارية العمل. والمؤسسة الناجحة هي التي تجمع بين الاثنين لتحقيق التوازن بين الإبداع والتنفيذ.
التعليقات