دور البحث العلمي في اثراء التعليم

 دور البحث العلمي في أثراء التعليم العالي 

من الممكن أن تميز البحث العلمي أو النشاط العلمي المتخصص الذي يمارسه العلماء واعضاء هيئة التدريسيين في مجال تخصصهم في حل مشكلات الانسان في مجالات حياته المتعددة والبحث العلمي ليس تفكير العلماء وإنما تفكير يحتاجه الانسان وفي ضوء ذلك يمكن تحديد أهمية البحث العلمي وهي كالآتي:

1- الرغبة في حب الاستطلاع والتعرف على الجديد واكتشاف الميول.
2- طريقة علمية منظمة في مواجهة المشكلات اليومية والعامة.
3- يزود المجتمع والناس بالوسائل العلمية الضرورية لتحسين أساليب المجتمع والناس.
4- يعمل على رفع كفاءة الباحث واتقان العمل وزيادة الانتاج.
5- يحقق طموحات والمنافع المادية والثقافية والعلمية لكافة الناس .
6- تستخدم البحث لاوالة الشك في البحوث السابقة والرغبة في مواجهة التحدي في حل المسائل العلمية والرغبة في اكتشاف مدى جدية هذه الابحاث.

لذلك يعتبر البحث العلمي أحد العناصر الاساسية والمهمة في التعليم الجامعي والعمود الفقري لانشاء الجامعات ومراكز البحث العلمي وكذلك العامل المهم في رفع مستوى أعضاء هيئة التدريس في مجالات تخصصهم وفي إنجاح عملية التدريس، هذا بالاضافة الى أنه الأساس الذي تستند عليه انطلاقة الجامعة نحو تحقيق الاهداف التي يتطلع اليها المجتمع. فلابد من العمل على تمكين البحث العلمي من أداء دوره في خدمة المجتمع وتطوير التعليم العالي وخاصة في المجالات التطويرية والتنموية بما يفرض على المؤسسات والأفراد ذات العلاقة أن تكون على قدر المسؤولية وتحقيق رسالة البحث العلمي.


 العوامل والظروف التي يجب توافرها في الباحثين والبيئة المحيطة لنجاح البحث العلمي 
لم يعد البحث العلمي رفاهية أكاديمية تمارسه مجموعة من الباحثين للحصول على الترقية الأكاديمية فهو ضرورة حياتية تتطلبها حركة التنمية النفسية والاقتصادية والاجتماعية الشاملة للمجتمعات وقد ادركت المجتمعات المتطورة عظم الدور الذي يلعبه البحث العلمي في السيطرة على الهيئة الداخلية للفرد وكذلك البيئة الخارجية له وهناك مجموعة من العوامل والظروف يجب توافرها في الباحثين أو البيئة التي يعملون بها، ومن هذه العوامل ما يلي:

1.المؤهلات العلمية والشخصية للباحث.
2.توفر المناخ العلمي المناسب للباحث.
3.توفر المصادر وسهولة الحصول عليها.
4.توفر الوقت المناسب والتمويل الكافي.


 متطلبات تطوير البحث العلمي والتعليم العالي في الجامعات 
لأن الجامعات مصدر الكفاءات والمؤهلات العالية وهما عملات أساسيات لتحقيق الإبداع ومن الضروري الإدارك أن المعرفة ليست هدفا في حد ذاتها إذا لم تترجم إلى تطبيقات عملية، يتوجب على الجامعات أن تتعامل مع التطورات العلمية الحديثة من خلال برامج لبحث والتطوير ويتم بالتخطيط العلمي الجيد مما يفرض مشاركة فعالة بين مختلف القطاعات الحكومية بما في ذلك التعليم العالي لإثراء عملية البحث العلمي في الجامعات مما ينعكس بشكل ايجابي على التطور العام وعلى ثراء التعليم العالي وهذا يتطلب مايلي:

  • توعية مختلف القطاعات الاقتصادية والزراعية وغيرها بالتعاون مع مؤسسات التعليم العالي في مجالات البحث والتطوير.

  • اجراء دراسات ميدانية من قبل مؤسسات التعليم العالي حول المنشات الاقتصادية والاجتماعية ووحدات البحث التطوير فيها.

  • رعاية برامج الدراسات العليا في المجال البحثي النظري والتطبيق للنشاط المختلفة ان ربط الدراسات والابحاث التي يقوم بها عضو هيئة التدريس بالحياة وربط الصلة بينها وبين مواقع العمل والانتاج خارج الجامعة يسهم في قيام الجامعة والتعليم العالي بدورها في تنمية المجتمع ( غالب ، 2011).

  • ان نجاح التعليم العالي في القيام بدوره التنموي والتطويري يعتمد كليا على نجاح البحث العلمي انشطته المتنوعة التي تستدعي ادارة قادرة على ايصال الى المكانة الاجتماعية والثقافية لتجعل من الانتاج الفكري احد انماط الانتاج المتطورة.


 دور التعليم العالي في خدمة البحث العلمي 
انطلاقاً من أن الجامعات ومؤسسات التعليم العالي تمثل تعليم وبحث علمي فهي تمارس نشاطها البحثي من خلال

  1. بحوث المراكز المرتبطة بالجامعة

  2. بحوث الدراسات العليا

  3. بحوث التدريسيين

تهتم الدول المتقدمة بالبحوث العلمية سواءاً كانت الأساسية او التطبيقية وهذه هي مهمة الجامعات في القيام بهذه الأبحاث وهنا لابد من التنسيق بين  مؤسسات الدولة والجامعات، كما أن نقل المعرفة وتطويرها لا يتم إلا على أيدي الباحثين ذوي الخبرة الواسعة في البحث والتجربة وأن من وظائف الجامعة الرئيسية هو تهيئة جو البحث العلمي وايجاد الباحثين في مجالات إختصاص مختلفة ولا يقتصر البحث العلمي على أعضاء هيئة التدريس فحسب وإنما يتجاوز إلى الطلبة المتعلمين في الجامعة على تدريبهم وإعدادهم وهذا مقياس عراقة الجامعات بما رسخت من تقاليد علمية واسس بحثية ثابتة.

إن تنمية البحث العلمي وتشجيعه لابد أن يرسخ في فكر الطالب منذ جلوسه على مقاعد الدراسة  على الأقل في المرحلة الثانوية قبل دخوله الى الجامعة، كما أن من الواضح أن توظيف أساليب البحث العلمي والتدريب على استخدامها تهيئ للإنسان سبل الابداع وحسن توظيف معارفه والحكومة المكتسبة، أضف إلى ذلك أن البلدان المتقدمة تقوم على تدريب طلابها على كتابة تقارير علمية وبحوث حسب القواعد المرعية، بحيث يتمكنون من استعمالها بسهولة ويسر عند التحاقهم في المراحل التعليمية المتقدمة وخاصة الجامعي لمتابعة علومها .


 معوقات البحث العلمي في الوطن العربي 
إن البحث هو عملية الوصول الى الحقيقة وهو دراسة للتعرف على المشكلة ووضع الحلول اللازمة لها واستخدام هذه الحلول اختبار صلاحيتها ومن ثم تلبيها بشكل قواعد  تصلح للاستعمال والتطبيق ، وأن أي مجتمع يحتاج الى ظاهرة الربط بين محتوى التعليم العالي وبين حاجات التنمية ومتطلبات السوق عن طريق العناية الكاملة من قبل التعليم العالي والبحث العلمي، الذي يمثل ركيزة أساسية من ركائز  التعليم العالي، كما أن مطلب البحث العلمي كان ومازال ضالة التعليم في كثير من البلدان العربية ولا يكون مقالاً ومزهراً إلا بتوفر الظروف الاجتماعية المناسبة والامكانات الإقتصادية والمالية.

ويعاني البحث العلمي من عدم قدرته على الإسهام الكافي في تطوير الواقع العربي ورفع اقدرات الإقتصادية والإجتماعية للإنسان العربي والمعاناة هذه نتجة المعوقات الأساسية التي تحد من نشاط البحث العلمي في وطننا العربي بشكل خاص هي معوقات نفسية وفكرية وسلوكية، مقدم الثقة في القدرات الذاتية والاستسلام للاحباط والرغبة في البحث السريع. لذا فإن البحث العلمي يواجه معوقات وعراقيل عديدة تقف في طريق امكانية مساهمته في اداء دوره. ومن أهمها ما يلي:

  • عدم وجود دعم مادي للابحاث العلمية او المشاركة في المؤتمرات والندوات العلمية .

  • العراقيل الادارية التي تضعها ادارات الجامعات .

  • ضعف الصلة بين البحث العلمي وحاجت المجتمع المحلي وعدم توجه الابحاث الى علاج قضايا المجتمع.

  • تدني المستوى العلمي لبعض اعضاء هيئة التدريس الذي يقف في طريق مشاركتهم في الابحاث العلمية او في المؤتمرات والندوات المتخصصة.

  • وجود فجوة بين مصممي الخطط التنموي ومنفذيها.

  • عدم وضوح استراتيجية للبحث العلمي على المسارين الاكاديمي والواقعي لحل المشكلات اليومية في مختلف القطاعات.


 تطوير البحث العلمي 
إن الخبرة والبحث العلمي هو الوظيفة الأولى في إنتاج المعلومات وهذا التطور الوظيفي يسترجع من ذاكرته الذاكرة الخارجية التي تتاح له ما تيسر من المعلومات والأوعية المرتبطة بالخبرة ثم يوازي وينتهي بتكوين فكرة جديدة أو تصور جديد وهي وظيفة الابتكار. وعلى الرغم مما ذكر في المعوقات التي تواجه  البحث العلمي إلا أن قضية التطور والتنمية المستقبلية له تحمل الصورة الإيجابية للأسباب التالية:

  • ارتباط صانعي القرار على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بمستقبل البحث والتطوير التربوي.

  • توفر الكفاءات في جميع مجالات العلوم.

  • زيادة المشاركة باهمية البحث العلمي من خلال المؤتمرات والندوات والملتقيات العلمية.

  • وضع استراتيجية للبحث العلمي مع مراعاة الدعم المادي له.

  • التنسيق بين الجامعات ومراكز البحث العلمي لتطوير الدراسات العليا والبحث العلمي على كافة المستويات.

التعليقات