أصبح الهاتف الذكي جزءًا لا يتجزأ من حياة الطالب اليومية، فلا يكاد يفارقه في البيت أو المدرسة أو حتى أثناء المذاكرة. ومع هذا الحضور القوي، يبرز تساؤل مهم: هل الهاتف الذكي عدوّ للدراسة يشتّت التركيز ويهدر الوقت، أم صديق يساعد على التعلّم وتطوير المهارات؟
الإجابة لا تكمن في الهاتف ذاته، بل في طريقة استخدامه.
عندما يُستخدم الهاتف دون وعي أو ضوابط، يتحول إلى عائق حقيقي أمام التعلّم، وذلك من خلال:
تشتيت الانتباه
الإشعارات المتكررة، ووسائل التواصل الاجتماعي، ومقاطع الفيديو القصيرة تقطع تركيز الطالب وتجعله غير قادر على الاستغراق في الدراسة.
إضاعة الوقت
دقائق قليلة على الهاتف قد تتحول إلى ساعات دون شعور، مما يؤدي إلى التسويف وتأجيل الواجبات.
ضعف التركيز والذاكرة
التنقل السريع بين التطبيقات يقلل من قدرة الدماغ على التركيز العميق والفهم طويل المدى.
الإدمان الرقمي
الإفراط في استخدام الهاتف قد يخلق اعتمادًا نفسيًا يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي والصحة النفسية.
في المقابل، يمكن للهاتف الذكي أن يكون أداة تعليمية فعّالة إذا أُحسن استغلاله، ومن مظاهر ذلك:
مصدر غنيّ للمعلومة
يتيح الوصول السريع إلى الكتب الإلكترونية، والمقالات، والفيديوهات التعليمية.
تطبيقات تعليمية مفيدة
مثل تطبيقات تنظيم الوقت، وتدوين الملاحظات، وتعلّم اللغات، وحل التمارين التفاعلية.
التعلّم الذاتي
يساعد الطالب على البحث، والاكتشاف، وتنمية مهارات التعلّم المستقل.
التواصل الأكاديمي
يسهل التواصل مع المعلمين والزملاء، ومشاركة الملفات والواجبات.
لتحقيق الاستفادة القصوى من الهاتف الذكي دون الوقوع في أضراره، يمكن اتباع الإرشادات الآتية:
تحديد وقت معيّن لاستخدام الهاتف أثناء الدراسة
إغلاق الإشعارات غير الضرورية
استخدام الهاتف لأغراض تعليمية فقط خلال وقت المذاكرة
تحميل تطبيقات مفيدة وحذف المشتتة
الالتزام بفترات استراحة قصيرة لاستخدام الهاتف
الهاتف الذكي ليس عدوًا مطلقًا ولا صديقًا دائمًا، بل أداة محايدة تتحدد قيمتها بطريقة استخدامها. فإذا سيطر الطالب على هاتفه، أصبح وسيلة للنجاح والتفوّق، أما إذا سيطر الهاتف عليه، تحوّل إلى عائق يسرق الوقت والجهد.
ويبقى الوعي والانضباط الذاتي هما الفيصل الحقيقي في هذه المعادلة.
التعليقات