Header Image
أخر الأخبار

التعامل السيء والتوبيخ المستمر يفجران العدائية ضد المعلمين

 

التعامل السيء والتوبيخ المستمر يفجران العدائية ضد المعلمين

 

يُعتبر المعلم القدوة الأولى للطلبة داخل البيئة المدرسية، حيث يتأثرون بشكل مباشر بأسلوبه في التعامل معهم. غير أن بعض المعلمين قد يلجأون – عن قصد أو غير قصد – إلى أسلوب التوبيخ المستمر والانتقاد القاسي أمام الزملاء، مما ينعكس سلبًا على نفسية الطالب وسلوكه. فبدل أن يكون هذا التوبيخ وسيلة للتهذيب، قد يتحول إلى دافع للعدائية والتمرد ضد المعلم نفسه.

أولاً: أثر التعامل السيء على نفسية الطالب

  • الشعور بالإحباط والدونية: الطالب الذي يتعرض للتوبيخ المتكرر يفقد ثقته بنفسه ويشعر أنه غير قادر على النجاح.

  • خلق جو من الخوف والتوتر: بدلاً من أن تكون المدرسة بيئة تعلم آمنة، تصبح مكانًا مقلقًا.

  • تراجع الدافعية للتعلم: الطالب قد يفقد اهتمامه بالمادة أو بالمدرسة كليًا بسبب التجارب السلبية مع المعلم.

ثانيًا: كيف يتحول التوبيخ إلى عدائية؟

عندما يشعر الطالب أنه مُستهدف أو غير مقدّر، يبدأ بتطوير مشاعر سلبية تجاه المعلم، قد تظهر في صورة:

  1. المقاومة السلبية: تجاهل التعليمات أو عدم الالتزام بالأنشطة.

  2. الفوضى والعناد: إثارة المشاكل داخل الصف كنوع من الرد على المعلم.

  3. العنف اللفظي أو الجسدي: وهو أقصى درجات العدائية التي يمكن أن تتفجر بسبب التوبيخ المتكرر.

ثالثًا: البدائل التربوية للتعامل مع أخطاء الطلاب

  1. استخدام أسلوب الحوار: النقاش مع الطالب بهدوء يساعد على تصحيح السلوك دون جرح كرامته.

  2. التنبيه الفردي: معالجة الخطأ على انفراد أفضل من التوبيخ أمام الزملاء.

  3. التشجيع على السلوك الإيجابي: التركيز على إنجازات الطالب ومدحه عند الالتزام، بدلاً من الاكتفاء بعرض أخطائه.

  4. التدرج في العقاب التربوي: بدءًا من التنبيه البسيط وصولًا إلى الإجراءات الرسمية عند الضرورة، مع مراعاة العدالة والاحترام.

رابعًا: العلاقة الصحية بين المعلم والطالب

العلاقة الإيجابية قائمة على الاحترام المتبادل. المعلم الذي يُشعر الطالب بقيمته ويعامله بعدل يكسب احترامه، بينما القسوة المفرطة تدفع الطالب إلى النفور والتحدي. التربية الحديثة تؤكد أن الحب والاحتواء أكثر فاعلية في تعديل السلوك من العقاب المتكرر.

خاتمة

إن التعامل السيء والتوبيخ المستمر لا يحققان الانضباط المنشود، بل قد يخلقان فجوة بين المعلم وطلابه، ويزيدان من احتمالية السلوك العدائي داخل الصف. لذلك، من الضروري أن يتحلى المعلم بالحكمة، ويستخدم أساليب تربوية قائمة على التفاهم والحوار والاحترام. فالمعلم الناجح ليس من يفرض سلطته بالقسوة، بل من يكسب قلوب طلابه ويجعلهم شركاء حقيقيين في العملية التعليمية.

التعليقات