يلاحظ أن الاستقصاء العلمي هو من الطرق القديمة في نظام العلم والتعلم الكاشفة للمعرفة، حيث أن أول من قام باتباع التعليم الاستقصائي كإحدى طرق التدريس كان يؤمن بشكل تام أن كل شخص لديه قدر كبير من المعارف في مختلف مجالات الحياة، ولكن من المحتمل أن تكون خاطئة أو غير صحيحة بالشكل الكافي، لذلك فهو يرى أنه من دوره كمعلم أن يقوم بتصحيح هذه المعارف، ويعتبر الاستقصاء من أهم الأساليب التي يتم الاعتماد عليها من أجل زيادة حصيلة المعلومات لدى التلاميذ في جميع النواحي والمجالات المختلفة، من خلال طرح المشكلة لبدء رحلة البحث عن حلها في النهاية وهذا ما سنتعرف على تفاصيله أكثر بهذا المقال.
لا شك أن الفضول يعد من أشهر الطباع التي يتسم بها الإنسان، حيث أنه دائما ما يسعى إلى اكتشاف الحقائق والمعرفة، وذلك من خلال جمع المعلومات والبيانات وربطها معا بأكثر من طريقة، وعليه فيعد الاستقصاء من أشهر الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن المعرفة.
حيث يعرف بأنه مجموعة من الطرق المختلفة التي يقوم العلماء باستخدامها في دراسة الظواهر الطبيعية وذلك من أجل وضع تفسيرات لها حسب الأدلة الواقعية، بالإضافة إلى أنه في التدريس يشير إليه بأنه بعض الأنشطة التي يقوم بها التلاميذ حيث يقوم بإثارة تفكيره.
تجدر الإشارة أنه يوجد أربعة أنواع من الاستقصاء العلمي، وذلك حيث أن هذه العملية تساعد على إثارة التفكير واستيعاب الأفكار، وتم توضيح جميع هذه الأنواع:
وهو النوع الذي يساعد في المعرفة من خلال الانتقال من الجزء إلى الكل، حيث أنه يتم تحديد العناصر التي تشترك بين العناصر بالإضافة إلى توضيح العلاقة بينها، وذلك يساعد في الوصول إلى قاعدة عامة تشمل جميع العناصر.
وهو الذي يحقق المعرفة من خلال الانتقال من العام إلى الخاص أو من الكل إلى الجزء، حيث يتم شرح القاعدة العامة مفصلة ثم يتم عرض جميع العناصر التي تندرج تحتها.
و تم تحديد المفهوم الخاص به أنه تنظيم المتعلم للمعلومات لديه وذلك من أجل اكتشاف علاقات جديدة بين العناصر الخاصة بالبحث.
حيث يقوم هذا النوع على وضع المتعلم في مشكلة حقيقية تثير التساؤلات داخل عقله مما يجعله يسعى إلى الوصول لحل هذه المشكلة، وذلك في حالة توافر الشروط الأساسية التي تناسب ثقافة المجتمع.
وتماشيا مع ما سبق فإن هناك عدد من الخطوات التي يتم القيام بها من أجل إجراء الاستقصاء في إطار منهجي منظم، فيتم الاعتماد عليه من أجل تنظيم عملية البحث العلمي ليضمن ذلك دقة التحليل والنتائج، وهذه الخطوات هي:
وبطبيعة الحال يتم تطبيق استراتيجية الاستقصاء العلمي في التدريس، حيث يقوم المعلم بعدد من الخطوات التي تسهل هذه العملية على جميع المتعلمين، وهذه الخطوات هي:
في إطار الحديث عن إجراءات تطبيقه فيوجد عدد من الأساليب التي يتم القيام بها من أجل إتمام العملية، وذلك من أجل مساعدة جميع المتعلمين في تنفيذ هذه العملية، وتكون هذه الأساليب:
وعليه فيتم الاعتماد الآن على تطبيق استراتيجية الاستقصاء في العلوم كمثال من خلال قيام أحد علماء الجيولوجيا برسم خرائط توضح الرواسب الساحلية الموجودة في ولاية واشنطن، ولكن تفاجئ هذا العالم بوجود غابة تتكون من أشجار الأرز الميتة في منطقة قريبة من الشاطئ، بالإضافة إلى أن بعض هذه الأشجار مازال قائما حتى الآن ولكنها ميتة منذ أعوام عديدة، بالإضافة إلى أشجار أخرى تمتد على جميع السواحل، ونتيجة لذلك بدأ البحث الاستقصائي لمعرفة السبب.
ومن البديهي أن التعلم بالاستقصاء يعتبر نهج تعليمي الهدف الرئيسي منه هو تطوير المهارات لدى الأطفال، حيث تساهم هذه الإستراتيجية في تعزيز مهارات الفهم والتجريب والاكتشاف لدى الصغار، ويتم ذلك من خلال بعض الأنشطة التي تتناسب مع المراحل العمرية الصغيرة، حيث أنه يتم مراعاة خصائص النمو والمتطلبات التي يحتاج إليها كل عمر من التعلم.
يرتبط المنهج النقدي بالدراسات الأكاديمية والعلمية بمختلف أنواعها، حيث أنه يقوم من خلال استخدام بعض الأدوات العلمية المنطقية التي تساعد في معرفة السلبيات والإيجابيات التي تتعلق بالموضوع الذي يتم به البحث العلمي، بالإضافة إلى أن هذا التفكير يطلق عليه عملية التقييم فهو يهتم بتعزيز الإيجابيات والحد من السلبيات.
وبما أن التفكير النقدي يتزامن مع البحث العلمي حيث أنه يساعد أطراف البحث في القيام بتصميم بعض الدراسات، التي تجيب على جميع الأسئلة الخاصة بالبحث من خلال استخدام الأساليب المناسبة، بالإضافة إلى تقييم المصادر ومعرفة إذا كانت تتضمن من التحيز البحثي أم لا، كما أن هذا التفكير يساعد على تفسير النتائج بطريقة واضحة.
يرتبط التفكير النقدي بالمنهج العلمي بشكل وثيق، حيث أنه يساعد الطلاب على تحليل المعلومات بطريقة موضوعية، مما يجعلهم قادرين على التفرقة بين الحقائق والآراء، كما أنه يساعد في حل المشكلات الموجودة في المنهج بعيدًا عن التحيز، ويساعد في تحسين الأداء الأكاديمي من خلال تحليل الأفكار.
والجدير بالذكر أن الاستقصاء العلمي يعتمد على التفكير العلمي في حل المشكلات أو القيام بإجراء الأبحاث العلمية، وقد يوجد العديد من المهارات المختلفة لهذا التفكير:
الملاحظة؛ وفيها يتم الاعتماد على الحواس المختلفة من أجل جمع المعلومات الدقيقة حول جميع الظواهر والتجارب، بالإضافة إلى أن هذه المهارة تساعد في الانتباه إلى جميع التفاصيل.
التعليقات