هذا المقال من إعداد أ. غادة حسن الكحلوت و أ. رجاء صلاح صندوقة
يُعتبر المُعلم الركيزة الأساسية والمحور الجوهري للعملية التعليمية، خاصةً في ظل تحديات القرن الحادي والعشرين التي تتميز بالتطور التكنولوجي والمعرفي السريع. يلعب المُعلم دورًا بارزًا في تنشئة الطلاب وتشكيل شخصياتهم من خلال تعزيز مهارات التفكير، نقل القيم الثقافية، والتصدي للتأثيرات السلبية للعولمة. هذا الدور لا يقتصر على التعليم الأكاديمي بل يمتد إلى بناء الهوية الثقافية للطلاب.
إن القدوة الحسنة تعكس قدرة الفرد على التمسك بالقيم الفضلى في القول والعمل. يُظهر المُعلم من خلال أفعاله وأقواله القدرة على التعامل الواعي مع الثقافات الوافدة، مما يعزز ولاء الطلبة لدينهم وثقافتهم، ويشجعهم على المحاكاة الإيجابية للسلوك القويم.
تُعد اللغة العربية إحدى ركائز الهوية الثقافية، لذا يتوجب على المعلم تعزيز ثقة الطلبة بها. يتضمن ذلك تطوير قدراتهم على التعبير بأسلوب مؤثر، وتمكينهم من إتقان قواعدها واستخدام مفرداتها الأصيلة. هذا التمكين يُسهم في الحفاظ على اللغة أمام تحديات العولمة.
يساعد التفكير الناقد الطلبة على التمييز بين الأفكار السليمة والدخيلة. يتم ذلك عبر مهارات مثل تحليل المعلومات، تقييم الأدلة، واتخاذ قرارات مستنيرة. إن تنمية هذه المهارات تُجنب الطلبة التقليد الأعمى للثقافات الأخرى.
تستخدم العولمة التكنولوجيا كأداة لنشر ثقافات وسلوكيات تتعارض مع القيم المحلية. على المعلم توجيه الطلبة نحو الاستخدام الإيجابي للتكنولوجيا، وتوعيتهم بمخاطرها. يُمكن تحقيق ذلك من خلال تقديم إرشادات محددة حول المصادر الموثوقة واستخدام الوسائل التكنولوجية بحذر.
يُعتبر الحوار التربوي أداة فعّالة لفهم مشكلات الطلبة الفكرية والثقافية. يتيح هذا الحوار للمُعلم فرصة لتصحيح المفاهيم المغلوطة وتعزيز القيم الأخلاقية والوسطية، مما يُسهم في بناء جيل واعٍ ومتزن.
في عصر الثورة المعلوماتية، يتطلب دور المعلم مزيجًا من المهارات الأكاديمية والتربوية. من خلال تعزيز التفكير الناقد، دعم الهوية الثقافية، وتوجيه الطلبة نحو الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا، يُمكن للمعلم أن يُصبح قائدًا تربويًا يُسهم في بناء مجتمع قوي يوازن بين القيم الراسخة والتطور العالمي.
التعليقات